على الرغم من النقص في المواد الخام الصناعية والاعتماد التام على الدول العربية، إلا أنّ لبنان بسبب السوق الحرة المعفاة من الرسوم الجمركية أصبح رائداً بين الدول العربية من حيث صناعة الأزياء والملابس ومستحضرات التجميل والمواد الغذائية ومواد البناء والصناعات الدوائية والطبية، وهو من مصدِّري الألبان والملابس إلى أوروبا
في لبنان، تلعب الزراعة والصناعة دورًا مهمًا في الاقتصاد. يعتمد القطاع الزراعي في لبنان على مساحات صغيرة من الأراضي، حيث تزرع محاصيل مثل الزيتون، العنب، الحمضيات، والخضروات. يعتبر قطاع الزراعة مصدرًا رئيسيًا للدخل للعديد من العائلات في المناطق الريفية. أما صناعة لبنان، فتتميز بتنوعها وتخصصها في الصناعات الغذائية، النسيجية، والصناعات اليدوية. تشمل الصناعات الغذائية إنتاج الأجبان، المعجنات، والحلويات الشرقية. بينما تتميز الصناعات النسيجية بإنتاج الملابس والمنسوجات ذات الجودة العالية. الصناعات اليدوية تشمل الزجاجيات، الأثاث الخشبي، والفخاريات. رغم التحديات التي تواجه القطاعين، إلا أن الزراعة والصناعة تظلان جزءًا أساسيًا من اقتصاد لبنان، وتسهمان في توفير فرص عمل وتعزيز التنمية الاقتصادية.
تتميز لبنان بتضاريسه الجبلية، مع سلسلة جبال لبنان تمتد موازية للساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط. لقد أدت هذه الجغرافيا تاريخيًا إلى تقسيم لبنان إلى مناطق ومجتمعات متميزة. لعبت الجبال دور حاجز طبيعي، عزل المجتمعات المختلفة وساهمت في تشكيل كيانات سياسية منفصلة. تعتمد الهيكل السياسي في لبنان على نظام يعرف باسم الطائفية، الذي يخصص السلطة السياسية بين مختلف الطوائف الدينية بنسب متناسبة. ظهر هذا النظام كوسيلة لاستيعاب التنوع الديني والعرقي داخل البلاد. ساعدت الجغرافيا الجبلية في الحفاظ على المجتمعات الدينية والعرقية المتميزة، التي تحظى بتمثيل سياسي في الحكومة.
على الرغم من أن لبنان في وضع جيد من حيث الأنشطة الزراعية (من حيث توفر المياه وخصوبة التربة)، إلا أنه لا يتمتع بقطاع زراعي كبير. يُعد القطاع الزراعي أقل قطاع اقتصادي أهمية في لبنان، حيث يستقطب 12 في المائة فقط من القوة العاملة، ويمثل 10 في المائة فقط من الناتج المحلي الإجمالي، مما يضعه في أسفل القائمة من بين القطاعات الإقتصادية الأخرى. بالطبع ينوي لبنان إحداث تحول في الصناعة الزراعية بحلول عام 2020 من أجل تحقيق دخل بمليارات الدولارات من الزراعة.
- أهم المنتجات الزراعية:
الحمضيات والعنب والطماطم والتفاح والخضروات والبطاطس والزيتون والتبغ والأغنام والماعز. - على الرغم من النقص في المواد الخام الصناعية والاعتماد التام على الدول العربية، إلا أنّ لبنان بسبب السوق الحرة المعفاة من الرسوم الجمركية أصبح رائداً بين الدول العربية من حيث صناعة الأزياء والملابس ومستحضرات التجميل والمواد الغذائية ومواد البناء والصناعات الدوائية والطبية، وهو من مصدِّري الألبان والملابس إلى أوروبا. (جين حايك وزملاؤه، 1999). هيكل وخصائص وأساس الاقتصاد اللبناني.
- أهم المنتجات الصناعية:
الصناعات الغذائية والمجوهرات والمنسوجات والمواد الكيميائية والمنتجات الخشبية وتكرير الزيوت. - المنتجات المعدنية الرئيسية:
الأحجار الكريمة والأسمدة والملح وخام الحديد والأسمنت. يبلغ الناتج المحلي الإجمالي للدولة 64 مليار دولار، ومعدل نمو الناتج المحلي الإجمالي GDP للبلاد هو 1.5. حيث يبلغ دخل الفرد لكل لبناني 15800 دولار.
كما أسهمت جغرافية لبنان في التقسيمات الطائفية داخل البلاد. قدمت الجبال مساحات فيزيائية حيث يمكن للمجموعات الدينية المختلفة إنشاء مجتمعاتها الخاصة والحفاظ على هوياتها المميزة. نتج عن ذلك هيكل سياسي يعتمد على تقاسم السلطة والتمثيل استنادًا إلى الانتماء الديني. جعلت جغرافية لبنان عرضة للتأثيرات الخارجية والتدخلات. موقعها في الشرق الأوسط، المحاذية لسوريا وإسرائيل، جعلها عرضة لديناميات القوى الإقليمية والنزاعات. على مر التاريخ، تأثرت لبنان بالقوى الإقليمية التي تسعى لممارسة السيطرة أو استغلال موقعها الاستراتيجي. لقد شكلت هذه التأثيرات الخارجية الهيكل السياسي والديناميات داخل لبنان.
تضاريس لبنان، بما في ذلك سواحله ومناخه المواتي، لعبت دورا حاسما في أنشطته الاقتصادية. تتمتع البلاد بتاريخ طويل من التجارة والتجارة، حيث تعتبر موانئها مراكز هامة. غالبا ما تتقاطع المصالح الاقتصادية مع السلطة السياسية، وتتنافس المناطق والمجتمعات المختلفة للسيطرة على الموارد الاقتصادية والفرص. لبنان هو دولة آسيوية على شواطئ البحر الأبيض المتوسط بتاريخ حضاري يمتد لآلاف السنين. كانت المنطقة جزءًا من بلاد الشام وأصبحت دولة مستقلة بعد انهيار الإمبراطورية العثمانية. معظم السكان مسلمون. عدة قبائل تعيش في لبنان. تبلغ نسبة 30٪ تقريبًا من سكان البلاد شيعة.