تستند التوقعات إلى حقيقة أن هذا القطاع سيكون لديه إمكانية تطوير فرص العمل في المنطقة أكثر من القطاعات الصناعية الأخرى بسبب الحصة العالية للصناعات الغذائية في سلة السلع المنزلية ومن ناحية أخرى بسبب الوصول إلى المواد الخام عالية الجودة والعمالة الرخيصة
ندرة المياه هي مشكلة كبيرة في العديد من دول الشرق الأوسط بسبب قلة الموارد المياه العذبة وارتفاع كثافة السكان. يواجه القطاع الزراعي، الذي يستهلك كميات كبيرة من المياه، تحديات في الحفاظ على إنتاج المحاصيل. قد اتخذت بعض الدول حلولًا مبتكرة مثل تحلية المياه والري بالتنقيط وإعادة تدوير المياه للتصدي لهذه المشكلة. يعتمد العديد من الدول في الشرق الأوسط بشكل كبير على استيراد الغذاء لتلبية احتياجاتها المحلية. يشكل هذا التبعية ضعفًا في مواجهة تقلبات الأسعار العالمية واضطرابات التجارة والتوزيع، كما حدث خلال جائحة كوفيد-19. وهذا يبرز أهمية تنويع مصادر الغذاء وتعزيز الإنتاج الزراعي المحلي.
بناءً على أهمية توفير منتجات الطعام والشراب لبقاء الإنسان، تُعتبر صناعة الغذاء بشكل عام واحدة من أولى الصناعات في تاريخ الإنسان وتُعتبر واحدة من الصناعات الأساسية. توسع السكان، وزيادة رفاهية الجمهور، وتغيير العادات الغذائية ونمط الحياة هي من بين أهم العوامل التي تؤثر في نمو هذه الصناعة على المستوى العالمي بعد الثورة التكنولوجية في القرن الحادي والعشرين. في جميع دول العالم، لهذه الصناعة تأثير كبير على خلق فرص العمل والقيمة المضافة، والشرق الأوسط ليست استثناءً من هذه القاعدة.
تصناعة الغذاء في غرب آسيا، بسبب الظروف المناخية وتنوع وجودة الزراعة المواتية، تحمل العديد من الأهمية والفوائد، ولها أعلى مساهمة في خلق فرص العمل في دول المنطقة. التوقعات تستند إلى حقيقة أن هذا القطاع سيكون لديه إمكانية تطوير فرص العمل في المنطقة أكثر من القطاعات الصناعية الأخرى بسبب الحصة العالية لصناعة الغذاء في سلة السلع المنزلية ومن ناحية أخرى بسبب الوصول إلى المواد الخام ذات الجودة والعمالة الرخيصة.
إذا أُعاق إمدادات القمح بسبب الحرب، فإن العالم العربي سيعاني. حاليًا، تبحث دول المنطقة عن بدائل حتى يتمكنوا من استيراد القمح والحبوب التي يحتاجونها من تلك الدول. أدت الحرب في سوريا إلى معاناة 12.4 مليون سوري من الجوع. وكانت هذه البلد كانت مكتفية ذاتيًا فيما يتعلق بالقمح حتى عام 2011، عندما تعرضت لهجمات من قبل تنظيم الدولة الإسلامية (داعش). يتوقع أن تزيد الحرب في أوكرانيا من عدد الأشخاص الجائعين في دول منطقة الشرق الأوسط.
في حين أن الوصول إلى الغذاء هو جزء أساسي من الأمن الغذائي، إلا أن ضمان الوصول إلى نظام غذائي متنوع وغني بالعناصر الغذائية مهم بنفس القدر. تواجه بعض الدول في المنطقة تحديات تتعلق بسوء التغذية، بما في ذلك نقص العناصر الغذائية الدقيقة وارتفاع معدلات الأمراض غير السارية الناتجة عن التغيرات الغذائية والعوامل النمطية. العالم العربي، الذي لم يتمكن بعد من التعافي من آثار الوباء والجفاف الشديد في عدة دول شمال أفريقيا، يواجه الآن أعلى زيادة في أسعار المنتجات بسبب الحرب. ووفقًا لما تم الحصول عليه من مصادر إعلامية، إذا استمرت الحرب، فإن مشكلة توفير الحبوب لدول غرب آسيا وشمال أفريقيا ستتفاقم لأنه لا يوجد بديل عملي لتوفير الحبوب في المدى القصير.
تحدد المناظر الطبيعية القاحلة في المنطقة والنصف قاحلة توفر الأراضي القابلة للزراعة. التحضر وتصحر الأراضي يقللان بدورهما من كمية الأراضي القابلة للزراعة. تقيد هذه القيود التربية الزراعية وتزيد من الاعتمادية الذاتية في إنتاج الغذاء. الشرق الأوسط عرضة للغاية لتأثيرات التغير المناخي، بما في ذلك ارتفاع درجات الحرارة وتقلبات نمط الأمطار وزيادة تكرار الظواهر الجوية المتطرفة. هذه التغيرات تؤثر على إنتاجية الزراعة وتربية الماشية وإنتاج الغذاء بشكل عام. التكيف مع التغير المناخي وتنفيذ ممارسات زراعية مستدامة ضروري لضمان الأمن الغذائي.
تشير النصوص إلى أن الصراعات السياسية والاضطرابات المدنية والتهجير في أجزاء مختلفة من الشرق الأوسط قد أعاقت الأنشطة الزراعية وتسببت في تلف البنية التحتية وعرقلة وصول الغذاء. هذه الصراعات أدت إلى نقص في الغذاء وسوء التغذية وعدم الأمان الغذائي للسكان المتأثرين. حل النزاعات وتعزيز الاستقرار ضروري لتحسين الأمن الغذائي في المنطقة. يُعد هدر الغذاء مشكلة كبيرة في الشرق الأوسط، حيث يفقد كمية كبيرة من الطعام في مراحل مختلفة من سلسلة التوريد، من الإنتاج إلى الاستهلاك. يمكن التصدي لهدر الغذاء من خلال تحسين أنظمة التخزين والمعالجة والتوزيع، مما يساعد على تقليل الخسائر وتحسين الأمن الغذائي بشكل عام.