ومن الشروط اللازمة لتكوين رواسب البوكسيت وجود الصخور النارية والكربوناتية، والتغيرات طويلة المدى في الظروف الجوية، ووجود مصادر المياه والرسوبية، والتغيرات في الظروف الجغرافية والتكتونية
تمتلك المملكة العربية السعودية أكبر مناجم البوكسيت في الشرق الأوسط . وتعرف منطقة الزبيرة في شمال شرق البلاد بأنها من أكبر مكامن البوكسيت في العالم. يعتمد عدد وحجم مناجم البوكسيت في كل منطقة على عوامل مختلفة. إن الشرق الأوسط منطقة ذات تاريخ جغرافي طويل ومعقد. بعض مناطق هذه المنطقة، مثل الصحراء العربية، وجبال زاغروس، وجبال البرز، أقل شهرة كمصادر للبوكسيت. وقد يرجع ذلك إلى عدم توفر الظروف الجغرافية والجيولوجية اللازمة لتكوين رواسب البوكسيت في هذه المناطق.
يتطلب تعدين البوكسيت ومعالجته استثمارات كبيرة وتكنولوجيا متقدمة. وفي بعض بلدان الشرق الأوسط، كان التركيز على صناعات أخرى مثل النفط والغاز والبتروكيماويات وصناعة الصلب، ولم يتم إجراء استثمارات كافية في صناعة البوكسيت. يمكن أن يرتبط نقص مناجم البوكسيت في الشرق الأوسط بعوامل جغرافية وتاريخية واقتصادية وسياسية. ومع ذلك، لا تزال هناك موارد البوكسيت في هذه المنطقة، وقد تولي بعض الدول المزيد من الاهتمام لاستخراج هذه الموارد ومعالجتها في المستقبل.
وبالنظر إلى الظروف الجيولوجية لدول الشرق الأوسط، فإن توقع العثور على مناجم كبيرة للبوكسيت في هذه البلدان أقل نسبيا. ولكن تجدر الإشارة إلى أن علم الجيولوجيا معقد وديناميكي، وقد يتم دائمًا اكتشاف اكتشافات جديدة. ونتيجة لذلك، هناك دائما احتمال وجود مناجم كبيرة للبوكسيت في المنطقة، لكنه أقل احتمالا. يحتاج البوكسيت، باعتباره صخرة من الألومنيوم ، إلى ظروف خاصة لتكوين الرواسب. ومن الشروط اللازمة لتكوين رواسب البوكسيت وجود الصخور النارية والكربوناتية، والتغيرات طويلة المدى في الظروف الجوية، ووجود مصادر المياه والرسوبية، والتغيرات في الظروف الجغرافية والتكتونية.
قد تتمتع بعض دول الشرق الأوسط بظروف جيولوجية مناسبة لتكوين رواسب البوكسيت. على سبيل المثال، يمكن للمناطق الجبلية وجبال زاغروس في إيران وعمان، والتي تتمتع بظروف جيولوجية متنوعة، أن تتمتع بإمكانية وجود مناجم البوكسيت. كما أن البحث الجيولوجي الأكثر تفصيلاً واستخدام التقنيات المتقدمة يمكن أن يساعد في تحديد واستخراج مناجم البوكسيت في هذه المناطق. ومن الممكن أن تكون هناك مناجم كبيرة للبوكسيت في دول الشرق الأوسط، ولكن هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث الجيولوجية التفصيلية والتحقيقات الميدانية لتأكيد هذه الادعاءات.
تقوم الدول الكبرى في الشرق الأوسط مثل إيران وتركيا ومصر بتوريد البوكسيت عن طريق الاستيراد من دول أخرى لتلبية احتياجاتها. ويمكن لهذه الدول استيراد البوكسيت من مصادر أخرى مثل أستراليا وغينيا والصين والهند والبرازيل. قد تفكر بعض الدول في التعاون مع شركاء أجانب لتوريد البوكسيت. ويمكن أن يشمل هذا التعاون إبرام عقود طويلة الأجل لتوريد خام البوكسيت، أو الاستثمار في تعدين البوكسيت والصناعات التحويلية في بلدان أخرى، أو تكوين شراكات مشتركة مع شركات عالمية.
على الرغم من أن دول الشرق الأوسط قد لا تمتلك احتياطيات كبيرة من البوكسيت، إلا أنها لا تزال لديها موارد أصغر داخل بلدانها. وبعض هذه الدول قادرة على استخدام مواردها المحلية واستخراج البوكسيت، وإن كان بكميات أقل مما تحتاج إليه. قد تحاول بعض الدول اكتشاف واستخراج مصادر جديدة للبوكسيت داخل بلادها. ويشمل ذلك تحقيقات جيولوجية أكثر تفصيلاً ومسوحات ميدانية واستخدام التقنيات المتقدمة.
تستخدم دول الشرق الأوسط أساليب الاستيراد والتعاون مع الشركاء الأجانب واستغلال الموارد المحلية لتزويدها بالبوكسيت. كما أن تطوير مصادر جديدة يمكن أن يلعب أيضًا دورًا في توريد البوكسيت في هذه البلدان في المستقبل. الشرق الأوسط منطقة تتمتع بموارد طبيعية متنوعة، بما في ذلك النفط والغاز الطبيعي. ونظرًا للتركيز على استغلال مصادر الطاقة الغنية هذه، فقد تم إيلاء اهتمام أقل لاستخراج البوكسيت والموارد المعدنية الأخرى. تميل بعض دول الشرق الأوسط، بدلاً من استخراج البوكسيت بشكل مستقل، إلى توريد البوكسيت من مناطق أخرى من خلال التصدير والاستيراد. قد يكون هذا بسبب العوامل الاقتصادية والتجارية والتعاقدية.