تجار الروسي
تلعب روسيا دورًا مهمًا في الاقتصاد العالمي، وقد توسعت علاقاتها التجارية مع دول الشرق الأوسط وغرب آسيا بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة. النظام المصرفي والنقدي في روسيا يخضع لإشراف البنك المركزي الروسي، الذي يتحكم في السياسات المالية ويضبط معدلات التضخم والفائدة. الروبل هو العملة الرسمية في البلاد، ويشمل النظام المصرفي الروسي مزيجًا من البنوك الحكومية والخاصة. ومع ذلك، فإن العقوبات الدولية المفروضة على روسيا، لا سيما بعد الأزمة الأوكرانية في عام 2022، قد قيدت التفاعلات المصرفية لروسيا مع الدول الغربية، مما دفع روسيا إلى تعزيز علاقاتها الاقتصادية والتجارية مع دول غير غربية، بما في ذلك دول الشرق الأوسط وآسيا.
تستند العلاقات التجارية بين روسيا ودول الشرق الأوسط وغرب آسيا بشكل أساسي إلى الطاقة والتعاون العسكري والزراعة. تُعد روسيا واحدة من أكبر مصدري الغاز الطبيعي والنفط في العالم، وتعتمد العديد من دول الشرق الأوسط، مثل تركيا وإيران، بشكل كبير على استيراد الطاقة من روسيا. بالإضافة إلى ذلك، تستورد روسيا من هذه الدول منتجات زراعية مثل الفواكه والخضروات والمنتجات الصناعية. علاوة على ذلك، روسيا هي مورد رئيسي للأسلحة لدول مثل إيران وسوريا ومصر، مما يعزز الروابط الاقتصادية والاستراتيجية في المنطقة. وقد أدى هذا التعاون إلى تعزيز العلاقات السياسية والأمنية بين روسيا وهذه الدول، إلى جانب الروابط التجارية.
العقوبات الاقتصادية الغربية المفروضة على روسيا دفعتها إلى تعزيز علاقاتها التجارية مع دول الشرق الأوسط وغرب آسيا. في هذا السياق، تسعى روسيا إلى إبرام اتفاقيات تجارية وعقود طاقة مع دول مثل المملكة العربية السعودية والإمارات وقطر. ومن أبرز جوانب هذا التعاون تقليل الاعتماد على الدولار الأمريكي في المبادلات التجارية. وبدلاً من ذلك، تجري محاولات لاستخدام العملات المحلية أو أنظمة الدفع البديلة مثل نظام SPFS (نظام الرسائل المالية الروسي الذي طور كبديل عن SWIFT). وهذا الأمر مهم بشكل خاص لدول مثل إيران التي تواجه هي الأخرى عقوبات اقتصادية شديدة، حيث تعزز التعاون المالي والتجاري بين طهران وموسكو.
فيما يتعلق بالتبادل التجاري، تلعب روسيا دورًا بارزًا كمصدر للمواد الغذائية إلى دول الشرق الأوسط. بعد فرض قيودها الخاصة على استيراد المنتجات الغذائية من الغرب، عززت روسيا قطاعها الزراعي وأصبحت واحدة من الموردين الرئيسيين للقمح لدول مثل مصر وتركيا. كما أن صادرات روسيا من الأسمدة الكيميائية والآلات الصناعية والصلب تحظى بطلب كبير في أسواق غرب آسيا. وقد أدى المشهد الجيوسياسي المتغير إلى تعزيز التبادلات التجارية والاستثمارات بين روسيا ودول المنطقة، حيث يسعى الطرفان إلى إيجاد بدائل للأسواق والأنظمة المالية التي يسيطر عليها الغرب.
بشكل عام، تعتبر هذه العلاقات التجارية والاقتصادية مهمة للطرفين، إذ تتيح لروسيا الوصول إلى أسواق جديدة وتقليل تأثير العقوبات الغربية، بينما توفر لدول الشرق الأوسط إمكانية الوصول إلى موارد حيوية مثل الطاقة والمعدات العسكرية. ومن المتوقع أن يستمر هذا التعاون في التوسع في مجالات مثل تطوير البنية التحتية واستكشاف الطاقة والابتكار الرقمي.