تجار الكندي
تمتلك كندا اقتصادًا متقدمًا للغاية يتميز بقوة قطاع الخدمات ووفرة الموارد الطبيعية وصناعة التصنيع المتطورة. تعمل ضمن نظام منظم للغاية للتجارة والتمويل والتبادل التجاري، وهي مندمجة بشكل كبير في الأسواق العالمية، خاصة من خلال عضويتها في منظمات التجارة الكبرى مثل منظمة التجارة العالمية (WTO) وعلاقاتها القوية مع دول أخرى عبر اتفاقيات مثل اتفاقية الولايات المتحدة - المكسيك - كندا (USMCA). إن سياسات السوق المفتوحة في كندا وإطارها التنظيمي واستقرار نظامها المالي تسهم في مكانتها التنافسية في التجارة الدولية.
التجارة بين كندا ودول الشرق الأوسط وغرب آسيا شهدت نمواً ملحوظاً خلال العقد الماضي، على الرغم من أنها لا تزال أقل مقارنة بتجارة كندا مع الولايات المتحدة وأوروبا ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ. جذبت موارد الطاقة الوفيرة في الشرق الأوسط الاستثمارات الكندية، خاصة في قطاعات النفط والغاز والبنية التحتية والهندسة. في المقابل، تصدر كندا منتجات مثل الآلات والطائرات والمنتجات الزراعية إلى أسواق الشرق الأوسط. كما تستورد كندا كميات كبيرة من النفط والمواد الكيميائية والسلع المصنعة من هذه المناطق.
كما شهدت العلاقة بين كندا والشرق الأوسط وغرب آسيا تنوعاً في مجالات الاستثمار وتبادل التكنولوجيا. على سبيل المثال، تشارك الشركات الكندية بشكل متزايد في قطاعات مثل الطاقة المتجددة والتكنولوجيا النظيفة والرعاية الصحية والتعليم في دول مثل الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وقطر. وبالمقابل، تستثمر هذه الدول في البنية التحتية الكندية والأسواق المالية وحتى في قطاع العقارات، مما يظهر علاقة متبادلة متنامية. بالإضافة إلى ذلك، أدى التفوق التعليمي والتكنولوجي لكندا إلى زيادة الشراكات بين الجامعات والشركات في مجال البحث والتطوير.
فيما يتعلق بالصادرات، تشمل التجارة الرئيسية لكندا مع الشرق الأوسط المنتجات الزراعية مثل الحبوب، وخاصة القمح والبقوليات، والآلات، ومعدات النقل. في المقابل، تتكون وارداتها من المنطقة بشكل رئيسي من المنتجات البترولية والكيماويات والمنسوجات. هذه الديناميكية مدفوعة باحتياجات كندا لأمن الطاقة ورغبة الشرق الأوسط في تأمين الغذاء والسلع الصناعية والتقدم التكنولوجي.
على الرغم من أن الوضع السياسي في الشرق الأوسط قد يقدم بعض التحديات، تعتمد سياسات كندا الدبلوماسية والتجارية على الحفاظ على علاقات تجارية مستقرة وطويلة الأمد. تسعى كندا إلى إبرام اتفاقيات تجارة واستثمار حرة مع عدة دول في المنطقة لتعزيز هذه الروابط، مع ضمان استفادة الطرفين من تبادل السلع والخدمات وكذلك تدفق رؤوس الأموال نحو المشاريع الكبيرة.