تجار الكولومبي
تعد كولومبيا من الاقتصادات الناشئة ذات الدخل المتوسط التي شهدت نمواً مستقراً خلال العقود الأخيرة. يعتمد اقتصاد كولومبيا على عدة قطاعات رئيسية مثل النفط، التعدين (وخاصة الفحم والذهب)، الزراعة (القهوة، الموز، والزهور)، والصناعات التحويلية والخدمات. تبنت كولومبيا سياسات السوق المفتوحة، ووقعت اتفاقيات تجارة حرة مع العديد من الدول والمناطق، بما في ذلك الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول أمريكا اللاتينية. تركز السياسات المالية في كولومبيا على جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، وتعزيز الصادرات، وتنويع الاقتصاد لتقليل الاعتماد على الموارد الطبيعية.
تعتبر كولومبيا فاعلة في التجارة الدولية، حيث تصدر بشكل رئيسي النفط، الفحم، القهوة، الزهور، والمعادن الثمينة. وعلى الجانب الآخر، تستورد كولومبيا الآلات، معدات النقل، المواد الكيميائية، والمنتجات الغذائية، مما يجعلها لاعباً مهماً في سوق السلع العالمية. النظام المالي في كولومبيا متطور نسبياً، ويتميز بوجود قطاع مصرفي مستقر، وأسواق رأس المال، وإمكانية الوصول إلى الخدمات المالية الدولية. العملة الرسمية هي البيزو الكولومبي (COP)، وعلى الرغم من تقلباتها، اتخذت الحكومة تدابير للسيطرة على التضخم والحفاظ على الاستقرار النقدي.
فيما يتعلق بالعلاقات التجارية بين كولومبيا ودول الشرق الأوسط وغرب آسيا، شهدت السنوات الأخيرة تطوراً في هذه العلاقات. ورغم أن المنطقة لم تكن تاريخياً من أكبر الشركاء التجاريين لكولومبيا، إلا أن هناك زيادة في التبادل التجاري، خاصة مع دول مجلس التعاون الخليجي مثل الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية. تصدر كولومبيا إلى هذه الدول منتجات زراعية مثل القهوة والفواكه والزهور، بينما تستورد منها المنتجات النفطية، المواد الكيميائية، والآلات. كما أن هناك زيادة في التبادلات التجارية المتعلقة بالتكنولوجيا والمشروعات البنية التحتية.
تسعى الحكومة الكولومبية إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية مع دول الشرق الأوسط. ولتحقيق ذلك، شاركت في بعثات تجارية ثنائية ومعارض تجارية دولية، بهدف خلق فرص جديدة في الأسواق. تسعى كلتا المنطقتين إلى تنويع اقتصاداتها، مما ساهم في تسهيل المفاوضات التجارية. بالإضافة إلى ذلك، تحاول كولومبيا جذب الاستثمارات من صناديق الثروة السيادية في الشرق الأوسط إلى قطاعات مثل الطاقة المتجددة، البنية التحتية، والسياحة. وعلى الرغم من أن حجم التجارة لا يزال محدوداً مقارنة بالشركاء التجاريين الرئيسيين لكولومبيا مثل الولايات المتحدة أو الصين، إلا أن هناك إمكانيات كبيرة للنمو مع رغبة كلا الطرفين في توسيع العلاقات التجارية.