إحدى العقبات الرئيسية أمام أرمينيا لتوسيع التجارة مع بقية دول العالم هي أنه تحيط بها اليابسة من كل الجهات وليست على أي بحر، وزاد هذا من حاجة أرمينيا لجيرانها
تشهد التجارة في أرمينيا نمواً ملحوظاً، حيث تعتبر جزءاً مهماً من الاقتصاد الوطني. تعتمد أرمينيا بشكل كبير على تصدير المعادن، مثل النحاس والموليبدينوم، إضافة إلى المنتجات الزراعية مثل الفواكه والخضراوات. الشركاء التجاريون الرئيسيون لأرمينيا هم روسيا والاتحاد الأوروبي والصين، حيث تلعب هذه الدول دوراً مهماً في وارداتها وصادراتها. أرمينيا عضو في الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، مما يعزز علاقاتها التجارية مع الدول الأعضاء مثل روسيا وكازاخستان. في السنوات الأخيرة، شهدت التجارة الإلكترونية نمواً، مع ازدياد عدد الشركات التي تقدم منتجاتها عبر الإنترنت. تسعى الحكومة الأرمينية إلى تحسين بيئة الأعمال وجذب الاستثمارات الأجنبية، مما يعزز القدرة التنافسية للمنتجات الأرمينية في الأسواق الدولية.
التحديات التي تواجه التجارة في أرمينيا تشمل الاعتماد على عدد محدود من الصادرات، والتوترات الإقليمية التي قد تؤثر على التجارة عبر الحدود. ومع ذلك، تواصل البلاد تطوير بنيتها التحتية لتحسين اللوجستيات وتسهيل حركة البضائع. تُعرف أرمينيا بمواردها المعدنية، خاصة النحاس والموليبدنوم. تشكل هذه المعادن جزءًا كبيرًا من صادرات أرمينيا. تشمل الموارد المستخرجة الأخرى الذهب والفضة والزنك. تصدر أرمينيا منتجات زراعية مثل الفواكه (المشمش، العنب، الرمان)، والخضروات، والمكسرات (خاصة البندق)، ومنتجات الألبان، والمواد الغذائية المصنعة. تنتج صناعة النسيج في أرمينيا ملابس وملابس محبوكة وإكسسوارات وتصدرها. تمتلك أرمينيا قطاع مجوهرات ناشئ، مع صادرات للمجوهرات الذهبية والفضية، والأحجار الكريمة، والمعادن الثمينة.
أحد أكبر العوائق التي تواجه أرمينيا في توسيع التجارة مع بقية العالم هو عدم وجود وصول بري إلى البحر. هذا زاد من حاجة أرمينيا لجيرانها، بينما لا تتمتع جارتاها الرئيسيتان، تركيا وجمهورية أذربيجان، بعلاقات سياسية جيدة مع جارتها الشمالية، إيران. على الرغم من أن البلدين لديهما علاقات تجارية مع أرمينيا، إلا أن هذه العلاقة تأثرت دائمًا بالصراعات السياسية. هذه المشكلات أنشأت فرصة تجارية فريدة للجيران الآخرين والبلدان القريبة من أرمينيا، خاصة لدول اتحاد الدول الأوراسية التي تتمتع بامتيازات خاصة للتجارة بين بعضها البعض.
أرمينيا تعتمد بشكل كبير على واردات الطاقة، بما في ذلك الغاز الطبيعي ومشتقات البترول، لتلبية احتياجاتها من الطاقة. تستورد أرمينيا الآلات والمعدات والمركبات لأغراض صناعية، وتطوير البنية التحتية، والنقل. تستورد أرمينيا المواد الكيميائية لأغراض مختلفة، بما في ذلك التصنيع والزراعة والصناعات الدوائية. على الرغم من كونها بلدا زراعيا، إلا أن أرمينيا تستورد بعض المنتجات الغذائية لتكملة الإنتاج المحلي وتلبية طلب المستهلكين.
هذه العوامل المجتمعة جعلت روسيا أحد أهم شركاء التجارة لأرمينيا. على الرغم من أن إيران لها حصة كبيرة في التجارة مع هذا البلد، إلا أنها تختلف بشكل كبير عن روسيا. كما تقوم بتصدير كمية كبيرة من السلع إلى إيران. فيما يلي، سنتعرف على الشركاء الرئيسيين لأرمينيا في مناقشة الصادرات والواردات. روسيا هي الشريك التجاري الرئيسي بنسبة 26.93%. هذا بينما لا تمتلك البلدين حدودًا مشتركة. على الرغم من أنهما قريبان جغرافيًا من بعضهما البعض، إلا أن وجود تشابهات ثقافية وتاريخية بالإضافة إلى مزايا الاتحاد الأوراسي للتجارة يبدو أنه ساعد على تعزيز التجارة الروسية الأرمنية.
روسيا هي أكبر شريك تجاري لأرمينيا، مع واردات وصادرات كبيرة بين البلدين. تستفيد أرمينيا من اتفاقيات تجارة تفضيلية ضمن إطار اتحاد الدول الاقتصادية الأوراسي (EAEU)، الذي يعتبر كل من البلدين من أعضائه. تحتل أرمينيا علاقات تجارية مع دول الاتحاد الأوروبي. الاتحاد الأوروبي هو وجهة تصدير هامة لمنتجات أرمينيا. تشترك أرمينيا في حدود مع إيران، مما يُيسّر التجارة بين البلدين. إيران هي شريك تجاري مهم لأرمينيا، خاصة فيما يتعلق بواردات الطاقة وصادرات السلع الزراعية والمصنعة. الولايات المتحدة شريك تجاري هام لأرمينيا، خاصة فيما يتعلق بالتكنولوجيا والآلات والمنسوجات.
توضح البيانات الأخيرة من منظمة التجارة العالمية (WTO) لعام 2018، أن أكبر حجم من صادرات أرمينيا إلى دول مختلفة. بالإضافة إلى روسيا، أهم شركاء تجاريين لأرمينيا من حيث الصادرات هم سويسرا (14.16%)، بلغاريا (9.10%)، العراق (6.32%)، هولندا (5.55%)، الصين (4.50%) وإيران (3.95%)، على التوالي. بعض هذه الدول، بما في ذلك روسيا والصين، تلعب أيضًا دورًا مهمًا في الصادرات إلى أرمينيا، مما يدل على علاقاتها التجارية مع بعضها البعض. تشارك أرمينيا في التجارة الدولية لاستيراد السلع التي تفتقر إليها داخليًا وتصدير منتجاتها لتوليد الإيرادات. في الماضي، شهدت أرمينيا عجزًا تجاريًا تقل وارداتها عن صادراتها. هذا العجز التجاري يستدعي الاعتماد على التحويلات المالية، والمساعدات الخارجية، والاستثمار لتقليل الفجوة.