تُظهر البيانات من منظمة التجارة العالمية (WTO) أن باكستان والهند هما من الوجهات الرئيسية الأولى للسلع الأفغانية، مع وجود اختلافات كبيرة جدًا بالمقارنة مع البلدان الأخرى
تعتبر تربية الماشية عنصرًا حيويًا في قطاع الزراعة والاقتصاد الريفي في أفغانستان. إنها تلعب دورًا حيويًا في توفير سبل العيش لجزء كبير من السكان مع المساهمة في الأمن الغذائي والتغذية وتوليد الدخل. تضم البلاد أصنافًا مختلفة من الماشية الرئيسية التي تخدم أغراضًا مختلفة ولها قيمة اقتصادية محددة. أفغانستان بلد زراعي بقدرة عالية على تربية الماشية. وفقًا لبعض الإحصائيات، يبلغ عدد الأبقار حوالي أربعة ملايين وعدد الماعز والخرفان يقترب من عشرين مليون. تنتج أفغانستان حوالي 60 في المئة من منتجاتها الألبانية محليًا. وفقًا لمنظمة الأغذية والزراعة، كانت لدى أفغانستان 170,000 جمل في عام 2019، 5,600,000 بقر، 7,900,000 ماعز و 10.6 ملايين خروف.
يتميز الخرفان، بما في ذلك خرفان كاراكول المعروفة بأقمشتها عالية الجودة المستخدمة في صناعة الفرو، وخرفان الذنب الدهني، التي تُقدر للحومها وصوفها، في أفغانستان. تعتبر ماعز الكشمير، التي تنتج قمصانًا داخلية ناعمة تُقدر في صناعة المنسوجات، تجعل أفغانستان واحدة من أكبر منتجي الكشمير في العالم. يُربى الأبقار بشكل أساسي للحصول على الحليب واللحم والجلود، ويستخدمون أيضًا كحيوانات شغل في الزراعة. الجمال، المناسبين تمامًا للنقل في المناطق الجافة، يوفرون الحليب واللحم والصوف. تسهم تربية الدواجن، وخاصة الدجاج المربى للبيض واللحم، في تغذية الأسرة وتوليد الدخل.
تواجه تربية الماشية في أفغانستان العديد من التحديات. إدارة الأمراض هي قلق كبير، حيث تشكل الأمراض المعدية للماشية مثل مرض الفم والقدم والتهاب الغدد الليمفاوية مخاطر على صحة الحيوانات. تزيد الخدمات البيطرية غير الكافية من هذه المشكلة. بالإضافة إلى ذلك، تأثير الإمدادات المحدودة من العلف عالي الجودة والماء، خاصة خلال الجفاف، على إنتاجية الماشية. تعوق البنية التحتية الضعيفة والقضايا الأمنية الوصول إلى الأسواق، مما يقلل من ربحية تربية الماشية. تؤدي الممارسات التقليدية لتربية الماشية إلى انخفاض الإنتاجية، مما يبرز الحاجة إلى تقنيات تربية محسنة لتعزيز العائدات.
فيما يتعلق بالقطاع الصناعي، تتمركز الأنشطة الصناعية في أفغانستان حول المشاريع الصغيرة والمتوسطة (المشاريع المتوسطة والصغيرة)، مع بعض العمليات على نطاق أكبر في قطاعات محددة. تحتل صناعة النسيج والسجاد مكانة بارزة، حيث تشتهر السجاد الأفغانية بجودتها وتصاميمها المعقدة. توظف صناعة السجاد، صناعة تقليدية، الآلاف من الأشخاص. تشمل صناعة النسيج إنتاج أقمشة القطن والصوف والحرير. تعتبر صناعة تحويل الأغذية قطاعًا هامًا آخر، بما في ذلك تحويل منتجات الألبان مثل اللبن والجبن، بالإضافة إلى الفواكه والمكسرات، التي تعتبر سلع تصديرية رئيسية.
قطاع مواد البناء في أفغانستان يشمل إنتاج الإسمنت، حيث يستخدم مصانع الإسمنت المحلية لتلبية احتياجات صناعة البناء، بالإضافة إلى معالجة الرخام والغرانيت لأغراض البناء والديكور. توجد عمليات التعدين والاستخراج على نطاق صغير، حيث يتم استخراج معادن مثل الفحم والملح والأحجار الكريمة، على الرغم من توفر مرافق معالجة محدودة، مما يؤدي إلى تصدير معظم الخامات لمعالجتها خارج البلاد. الحرف اليدوية، مثل الفخار والمجوهرات والأعمال المعدنية، تسهم في تراث الثقافي والسياحة، حيث تبرز حرفيات أفغانستان التقليدية.
وفقًا للتصنيف الدولي القياسي لمجال النشاط، يشمل الصناعة المناجم وصناعة الآلات والكهرباء والغاز والمياه والبناء. بلغت القيمة المضافة لهذا القطاع 4 مليار أفغاني في العام 1. كانت حصة الصناعة في الناتج المحلي الإجمالي 1.4 في المئة وكانت نسبة نموها -4.1 في المئة. يعود السبب الرئيسي لانخفاض هذا القطاع إلى انخفاض التعدين واستخراج المعادن. تشمل الحرف اليدوية الأفغانية أيضًا صناعة السجاد، والسجاد اليدوي، والسجاد، والفلت، وصناعة القماش الصوفي الخشن المنسوج بإهمال، والتي تتوفر بشكل عفوي في البلاد. تصدر أفغانستان حوالي 2.5 مليون متر مربع من السجاد سنويًا.
يواجه القطاع الصناعي تحديات متنوعة. تعرقل النزاعات المستمرة وعدم الاستقرار السياسي تطوير الصناعة وتثني عن الاستثمار. تقيد البنية التحتية الضعيفة، بما في ذلك عدم انتظام التيار الكهربائي وشبكات النقل، نمو الصناعة. نقص العمالة الماهرة والتعليم التقني يعيق أيضًا تطوير الصناعات المتقدمة. العقبات البيروقراطية والفساد وعدم تنفيذ القوانين بشكل متسق يخلق بيئة عمل تحدياتية. يقيد الوصول المحدود إلى الخدمات المالية ومرافق الائتمان نمو المشاريع الصغيرة والمتوسطة والشركات الصناعية. بينما يواجه كل من تربية الماشية والقطاع الصناعي في أفغانستان تحديات كبيرة، إلا أنهما يحملان إمكانات كبيرة للمساهمة في التنمية الاقتصادية. من خلال معالجة هذه التحديات من خلال الاستثمارات الاستراتيجية والإصلاحات التنظيمية وبناء القدرات، يمكن لأفغانستان استغلال مواردها لبناء اقتصاد أكثر قوة وتنوعًا.
للاستفادة الكاملة من تربية الماشية والقطاع الصناعي، يمكن لأفغانستان متابعة فرص واستراتيجيات تنموية معينة. الاستثمار في البنية التحتية، بما في ذلك تحسين الطرق وتوفير الكهرباء وشبكات الاتصالات، أمر حاسم لتطوير الصناعة. يمكن لبناء القدرات من خلال برامج تدريبية ومبادرات تعليمية تعزيز مهارات القوى العاملة. الإصلاحات التنظيمية التي تبسط اللوائح وتحسن الشفافية يمكن أن تجذب الاستثمارات المحلية والأجنبية. يمكن للشراكات بين القطاعين العام والخاص دفع نمو الصناعة والابتكار من خلال تعزيز التعاون بين الحكومة والقطاع الخاص. تطوير أسواق التصدير للمنتجات الأفغانية، مثل السجاد والمنسوجات والأغذية المصنعة، يمكن أن يعزز القطاع الصناعي بشكل إضافي.