تجارة المعادن في الشرق الأوسط - أضف الى ذلك أن الاسم الأصلي للمعادن قبل عام 2000 كان هو أريانا

جذبت المعادن اهتمامات البشر لعدة قرون و ذلك لأن البشر كانوا يصنعون أدوات مهمة و ذات قدرة كبيرة من المعادن لاستخدامها في الحروب و ما یرتبط بذلك. من الجدير بالذكر بأن الذهب والفضة ذو العیار العالي عُرف للبشرية منذ العصر الحجري. كما أن الرصاص والفضة يُستخرج من خاماتهما (أحجارهما المعدنية) منذ الألفية الرابعة قبل الميلاد. أضف الى ذلك أن الاسم الأصلي للمعادن قبل عام 2000 كان هو أريانا. 

بشكل عام، تُستخدم المعادن في الوقت الحاضر بشكل أساسي في تصنيع الأدوات الصناعية و في الأبنية و في بناء الجسور و صناعة مركبات النقل و صناعة الأجهزة المنزلية، وما إلى ذلك. حيث أنه كل عام تتزايد كمية استخراج المعادن مقارنة بالعام السابق.

تعتبر صناعة المعادن الأساسية من أهم الصناعات التصديرية في الشرق الأوسط بعد النفط والبتروكيماويات. حيث تشير النتائج إلى أنه على الرغم من الميزة النسبية لمنطقة الشرق الأوسط في المجموعة الرئيسية للسلع التصديرية للصناعات المعدنية الأساسية، إلا أن الميزة التنافسية لهذه المجموعة من المنتجات ليس لها اتجاه واضح و استقرار. كذلك، وبناءً على النتائج التي تم الحصول عليها، فإن معدل نمو مؤشر الميزة النسبية لتصدير معظم مجموعات السلع في صناعة المعادن الأساسية كان يتذبذب خلال فترة الدراسة. زاد إنتاج المعادن غير الحديدية في الشرق الأوسط بأكثر من 120 في المائة خلال العشرين عاماً الماضية، وكان تطوير المعادن غير الحديدية جنباً إلى جنب مع المعادن الحديدية أحد أهم الأهداف والخطط. يعتمد اقتصاد العديد من دول الشرق الأوسط على الموارد الطبيعية، والتي تشكل في الواقع الاقتصاد الأساسي للعديد من البلدان.

 لكن بشكل عام، كان استثمار دول الشرق الأوسط في قطاع التعدين منخفضا للغاية (باستثناء عدد قليل من البلدان التی نشطت فی هذا القطاع في العقود الأخيرة)، حيث أن معظم دول هذه المنطقة لم يولّوا اهتماما كبيرا بهذا المجال. في السنوات الأخيرة، أولت الحكومات العربية في المنطقة اهتماما کبیرا و خاصا لاستخدام شبكات المعلومات على الإنترنت و توظیفها في تفعيل و تحديث المعلومات الموجودة عن قطاع التعدين و عرض الموارد و الإمكانيات المتوفرة حول ذلك. الشرق الأوسط بموارده و احتياطياته المعدنية الغنية وبالمكانة الخاصة لبنيته الأرضية في هذه المنطقة (بما في ذلك تواجده ضمن مجال الحزام المعدني للنحاس والكروميت والصرب والألمنيوم، وما إلى ذلك)، يمكنه تغيير موقعه الاقتصادي من خلال تطوير عمليات استكشاف و استخراج المعادن الموجودة و بشكل خاص من خلال معالجة المواد المعدنية. 

بهذا يمكن أن يصبح الشرق الأوسط مركزا مهما للمعادن على المستوى العالمي. من ناحية أخرى، الخبراء و المتخصصون يشيرون الى أن الآفاق المستقبلية للموارد المعدنیة في العالم ستشمل الحديد، التيتانيوم، المنغنيز، الكروم ، النحاس، القصدير، الإِثْمِد (الأنتيمون)، البزموت و مجموعة البلاتين. في حين أن الموارد غير المعدنية بما في ذلك البرليت، البوتاس، البوكسيت والليمونيت، ستكون واعدة جدا. بعض الموارد تشارف على الإنتهاء مثل الرصاص، الزنك، الذهب، الفضة، الإنديوم، الزرنيخ و الالماس. في حين أن البعض الأخر من الموارد ستنضب و ستنفذ قريبا مثل النحاس، الكارديوم، السترونتيوم، الجرافيت الطبيعي والكبريت. 

يتوقع العديد من خبراء التعدين في العالم أنه وفقاً لمعدلات الاستهلاك الحالية، فإن استهلاك كوكب الأرض على مدار السبعين عاماً القادمة سوف يطغى على الموارد و الاحتياطيات المعروفة الحالية، حيث أنه من المرجح أن العالم سيستهلك نصف المعادن الحالية في هذه الفترة. في المستقبل القريب، سيؤدي الاعتماد المتزايد على واردات المعادن الضرورية، بالإضافة إلى المنافسة العالمية من أجل الحصول على الموارد الشحيحة و النادرة، إلى زيادة الأسعار والمساومة في البلدان المصدرة لهذه الموارد.