صناعة النفط - هذه الاجزاء النفطية لها نقاط غليان مختلفة

صناعة النفط تعد واحدة من أهم الصناعات في العالم، حيث تلعب دوراً حيوياً في الاقتصاد العالمي و تبدأ هذه الصناعة من استكشاف حقول النفط، حيث يستخدم العلماء والتقنيون تقنيات متقدمة لتحديد المواقع المحتملة لاحتياطيات النفط. بعد ذلك، يتم حفر الآبار لاستخراج النفط الخام، الذي يُنقل بعد ذلك إلى المصافي. في المصافي، يتم تكرير النفط لفصل مكوناته وتحويله إلى منتجات متعددة مثل البنزين والديزل والمواد الكيميائية. هذه المنتجات تُستخدم في مجالات عدة، بدءاً من النقل والطاقة وصولاً إلى الصناعات الكيماوية. تواجه صناعة النفط تحديات كبيرة، منها التغيرات المناخية والاعتماد على موارد الطاقة المتجددة. لذا، تسعى العديد من الشركات إلى تحسين تقنيات الاستخراج والتكرير، بالإضافة إلى الاستثمار في مصادر بديلة للطاقة.

يؤثر النفط بشكل عميق على الحكومة والسياسة والسوق في دول منطقة الخليج العربي. تعتمد هذه الدول بشكل كبير على عائدات النفط، مما يمنح الحكومات القدرة على تمويل مشاريع التنمية والبنية التحتية وتقديم الخدمات الاجتماعية. هذا الاعتماد يعزز من استقرار الأنظمة السياسية، حيث تسعى الحكومات إلى الحفاظ على الرضا الشعبي من خلال تحسين مستوى المعيشة. على الصعيد السياسي، يشكل النفط أداة للنفوذ الإقليمي والدولي. تستخدم دول الخليج ثرواتها النفطية لتعزيز علاقاتها مع القوى الكبرى، مما يزيد من تأثيرها في الساحة العالمية. ومع ذلك، يؤدي الاعتماد المفرط على النفط إلى تحديات، مثل التقلبات في الأسعار التي يمكن أن تؤثر على الاستقرار الاقتصادي والسياسي.

في مصفاة النفط يتم الحصول على منتجات مختلفة من النفط الخام، ومن أجل معرفة كيفية وكمية هذه المنتجات، يجب أولاً تقييم النفط الخام في المختبر. سيتم استخدام ما يتم الحصول عليه في هذا التقييم لتصميم وتنظيم عمل المصفاة ومعدات التكرير. قد لا تكون المواد التي تم الحصول عليها من تقطير النفط الخام في برج التقطير بالمصفاة والتي تسمى المنتجات شبه المصنعة صالحة للاستعمال في المقام الأول، لذلك يتم نقل كل مادة ناتجة حسب طبيعتها وحسب جودتها المطلوبة إلى وحدات أخرى مثل التحويل التحفيزي، تخفيض اللزوجة، الغسل بالمذيب، لإنتاج المنتجات النهائية. 

بشكل عام، يتم تسخين النفط الخام بشكل طفيف بعد دخوله المصفاة ثم يوجّه إلى برج التقطير، حيث تنتج الاجزاء المهمة من النفط في ظروف الضغط الجوي والفراغ هناك. هذه الاجزاء النفطية لها نقاط غليان مختلفة. في بعض الأحيان قد يتم تسويق بعض هذه الأجزاء النفطية كمنتج نهائي، ولكن عادة يجب إجراء عمليات تكرير أخرى أيضاً على هذه الأجزاء الأولى، وربما يتم خلط الهيدروكربونات معًا للحصول على المنتج النهائي. في المصافي ، يتم فصل أجزاء مختلفة من النفط الخام وتدخل المنتجات الأخرى القابلة للاستخدام في الإنتاج. وفقًا للمجلة الدولية للبترول والغاز يوجد أكثر من 6000 منتج بترولي، يُستخدم معظمها في حياتنا اليومية، وربما القليل من الناس يعرفون علاقتها بالنفط.

 وتجدر الإشارة إلى أن المنتجات البترولية تستخدم في جميع مجالات حياتنا. تعتبر المواد البلاستيكية ومختلف أنواعها من هذه المنتجات الاستهلاكية وتكون الحياة مستحيلة بدون هذه المنتجات، كما أن تصنيع جميع أنواع إطارات السيارات والدراجات النارية والدراجات الهوائية هو جزء آخر من السلع التي يتم إنتاجها نتيجة معالجة النفط في المصافي. والكثير من السوائل المستخدمة لتنظيف الأسطح هذه الأيام هي من المنتجات البترولية، ومجموعة متنوعة من الديودرنت والأحبار هي من المنتجات البترولية أيضاً. وفي السوق، تساعد عائدات النفط على جذب الاستثمارات الأجنبية، مما يعزز النمو الاقتصادي. ومع ذلك، فإن التغيرات في أسعار النفط تؤدي إلى تقلبات السوق وتتطلب من الحكومات اتخاذ تدابير للتكيف مع هذه التغيرات. ونظرًا للتوجه العالمي نحو الطاقة المتجددة، تتطلع دول الخليج العربي أيضًا إلى تنويع اقتصادها وتقليل الاعتماد على النفط، مما يشير إلى حدوث تغيير في استراتيجيات التنمية.
 

تمتلك دول مثل السعودية، العراق، وإيران احتياطيات هائلة من النفط، مما يجعلها من أكبر المنتجين والمصدرين على مستوى العالم. يعتمد الاقتصاد في هذه الدول بشكل كبير على عائدات النفط، التي تمول مشاريع التنمية والبنية التحتية. تساهم صناعة النفط أيضاً في تعزيز النفوذ السياسي لدول غرب آسيا، حيث تؤثر عائدات النفط على العلاقات الدولية والأمن الإقليمي. كما أن هذه الصناعة تخلق فرص عمل وتدعم القطاعات الأخرى مثل النقل والخدمات. ومع ذلك، تواجه دول المنطقة تحديات مثل تقلب أسعار النفط، التي تؤثر على الاستقرار الاقتصادي. بالإضافة إلى ذلك، هناك ضغط متزايد للتحول نحو مصادر الطاقة المتجددة، مما يفرض على هذه الدول إعادة التفكير في استراتيجياتها الاقتصادية.