سوق الشرق الأوسط و غرب آسيا

أنبار آسيا

نمو الصناعة الإبداعية في الأردن ومعركة الكويت ضد الاحتيال الرقمي: التنوع الاقتصادي، الاستثمار، والثقة الرقمية في الشرق الأوسط - إحدى المبادرات البارزة في الأردن هي إنشاء استوديوه ...

  1. أنبار آسيا
  2. آخر الأخبار والتحليلات الاقتصادية في غرب آسيا
  3. نمو الصناعة الإبداعية في الأردن ومعركة الكويت ضد الاحتيال الرقمي: التنوع الاقتصادي، الاستثمار، والثقة الرقمية في الشرق الأوسط
نمو الصناعة الإبداعية في الأردن ومعركة الكويت ضد الاحتيال الرقمي: التنوع الاقتصادي، الاستثمار، والثقة الرقمية في الشرق الأوسط

إحدى المبادرات البارزة في الأردن هي إنشاء استوديوهات أوليفوود للأفلام في مغابيلين. يمثل هذا المشروع خطوة هامة في استراتيجية البلاد لتنويع اقتصادها، مع التركيز على توسيع الصناعات الإبداعية. يحتل المرفق نفسه 47 دونمًا ومجهز بمراحل صوتية وورش عمل ومكاتب إدارية وإنتاجية متنوعة، مما يظهر طموح الأردن ليكون مركزًا لإنتاج الأفلام الدولية.

وفقًا للجنة الملكية للأفلام (RFC)، شهدت صناعة الأفلام بالفعل نموًا كبيرًا، حيث بلغت النفقات حوالي 519 مليون دولار (368 مليون دينار أردني) في هذا القطاع. ولقد ساهمت اللجنة الملكية في تسهيل إنتاج 112 فيلمًا أجنبيًا و29 مسلسلًا دوليًا، مما حقق نشاطًا اقتصاديًا ملحوظًا في الأردن. لم يعزز هذا التوسع ملف الأردن الإعلامي عالميًا فحسب، بل ساهم أيضًا في خلق فرص عمل وتنمية مهارات الأفراد. شارك أكثر من 134,000 شخص في أدوار إنتاجية متنوعة، وتلقى أكثر من 5,695 فردًا تدريبًا في مهارات متعلقة بإنتاج الأفلام، مما يُنشئ نظامًا بيئيًا مستدامًا للصناعة الإبداعية.

يتماشى هذا مع رؤية التحديث الاقتصادي الأوسع للأردن، والتي تسعى إلى تحديث القطاعات الرئيسية داخل الاقتصاد. التركيز على الصناعات الإبداعية مثل إنتاج الأفلام هو جزء لا يتجزأ من استراتيجية تنويع الأردن، التي تهدف للحد من الاعتماد على القطاعات التقليدية مثل النفط والزراعة. بالإضافة إلى ذلك، حددت البلاد أهدافًا اقتصادية طموحة، بما في ذلك نمو بنسبة 3% في الناتج المحلي الإجمالي من عام 2023 إلى 2025، وجذب استثمارات أجنبية مباشرة تفوق مليار دينار أردني بحلول عام 2025. هذا يؤكد التزام الأردن بتحديث اقتصاده وخلق بيئة مواتية للأعمال المحلية والدولية.

ولكن تعتمد نجاح هذه الاستراتيجية على الاستثمار المستمر في البنية التحتية وتطوير القوى العاملة والشراكات الدولية. تُعد استوديوهات أوليفوود للأفلام شهادة على الجاذبية المتزايدة للأردن بين منتجي الإعلام العالمي، ولكن من المتوقع أن تعزز المبادرات الإضافية، خاصة في مجال الإعلام الرقمي، هذه الجهود.

جهود الكويت في مكافحة الاحتيال المالي الإلكتروني
في الكويت، تعكس المعركة المستمرة ضد الاحتيال المالي الإلكتروني كلًا من التحديات والفرص التي تفرضها الأنظمة المالية الرقمية. مع زيادة اعتماد المنطقة على الرقمنة، نمت الأنشطة الاحتيالية في القطاع المالي، مما يستلزم استجابة منسقة من القطاع المصرفي والسلطات التنظيمية.

لقد أنشأت جمعية البنوك الكويتية والبنوك المحلية غرفة افتراضية مركزية مصممة للتعامل مع تقارير العملاء وإدارة حوادث الاحتيال الإلكتروني بشكل فعال. تهدف هذه المبادرة إلى تقليل وقت الاستجابة لحوادث الاحتيال، وتحسين التنسيق بين أصحاب المصلحة، وتطبيق التدابير الأمنية الاستباقية. بالإضافة إلى ذلك، يبرز التعاون الدور الحيوي للقطاع المصرفي في حماية المعاملات المالية الرقمية، التي أصبحت محورية بشكل متزايد في الأنشطة الاقتصادية في الكويت وما وراءها.

على الرغم من هذه الجهود، فإن الاحتيال الإلكتروني له تأثيرات اقتصادية أوسع، خصوصًا فيما يتعلق بثقة المستهلك. إن انتشار الاحتيال يقوض الثقة في أنظمة الدفع الرقمية، مما يمكن أن يبطئ من اعتماد خدمات التجارة الإلكترونية وفينتك. مع انتقال المنطقة نحو اقتصاد رقمي بشكل أكبر، يمكن أن تؤدي المخاوف بشأن الاحتيال إلى عودة المستهلكين إلى طرق الدفع التقليدية، مثل النقد، أو تفضيل المنصات التي تتمتع بضمانات سمعة أقوى. يمكن أن يؤدي هذا التحول إلى تأخير نمو قطاعات مثل التجارة الإلكترونية وفينتك حيث تكون المعاملات الرقمية حيوية.

لتخفيف هذه المخاطر، من المهم أن تستمر البنوك الكويتية في تعزيز الوعي المستهلكي من خلال حملات تعليمية، بالإضافة إلى الاستثمار في تقنيات أمن متقدمة. يُعد الفريق المتخصص الذي شكلته جمعية البنوك الكويتية لدراسة أنماط الاحتيال وتحديد المجموعات المستهدفة خطوة حاسمة في هذا الاتجاه. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للإصلاحات التنظيمية التي تهدف إلى تحسين أطر الأمن للمعاملات الرقمية أن يكون لها تأثير كبير في استعادة ثقة المستهلك وتشجيع المشاركة الأكبر في التجارة الرقمية.

التأثير الاقتصادي الأوسع للاحتيال على التحول الرقمي
تعتبر القضايا المتعلقة بالاحتيال الإلكتروني في الكويت والشرق الأوسط الأوسع جزءًا من اتجاه عالمي يشكل مخاطر كبيرة على الاستقرار والنمو الاقتصادي. في حين أن رقمنة الخدمات المالية تقدم الكفاءة والراحة، إلا أنها تعرض المستهلكين والشركات لمخاطر جديدة. يتطلب التحول إلى المنصات الإلكترونية لكل من المشتريات الاستهلاكية والمعاملات التجارية تدابير أمنية قوية وبيئة تنظيمية قوية لتعزيز الثقة.

يمكن أن يكون لنقص الثقة في المنصات الرقمية تأثيرات كبيرة على السلوك الاقتصادي. إذا خاف المستهلكون والشركات من الوقوع ضحية للاحتيال، فقد يقللون مشاركتهم في الاقتصاد الرقمي. يمكن أن يظهر ذلك في الإنفاق المنخفض، خاصة في قطاعات مثل التجارة الإلكترونية وفينتك، وقد يؤخر أو يعرقل اعتماد الخدمات الرقمية الجديدة عبر الصناعات المختلفة. على المدى الطويل، قد تؤدي عدم معالجة هذه المخاوف إلى إحباط جهود المنطقة للتنويع بعيدًا عن الصناعات التقليدية مثل النفط والغاز.

استجابة لذلك، تحتاج الحكومات والمؤسسات المالية إلى تطوير استراتيجياتها باستمرار لحماية ضد الاحتيال الرقمي. يمكن أن يتضمن ذلك إدخال لوائح أكثر صرامة، وتعزيز أنظمة كشف الاحتيال، وتطوير حلول دفع رقمية أكثر أمانًا. علاوة على ذلك، فإن بناء ثقافة من الوعي السيبراني من خلال الحملات التعليمية العامة هو أيضًا مهم للغاية لضمان تجهيز المستهلكين للتعرف على عمليات الاحتيال وتجنبها.

ربط تطوير صناعة الأفلام مع الأهداف الاقتصادية الأوسع
في حين أن المبادرات في الأردن والكويت تركز على قطاعات متميزة — إنتاج الأفلام في الأردن ومنع الاحتيال في الكويت — إلا أن كلاهما مرتبط بهدف مشترك للتنويع والتحديث الاقتصادي. يتماشى تركيز الأردن على الصناعات الإبداعية مثل الأفلام مع جهوده الأوسع لتحديث اقتصاده وجذب الاستثمار الأجنبي وخلق وظائف ذات قيمة عالية. وبالمثل، فإن جهود الكويت لمعالجة الاحتيال الإلكتروني ضرورية لضمان الاستقرار الطويل الأمد لنظامها المالي الرقمي، وهو أمر حيوي للحفاظ على التنافسية في اقتصاد معولم.

كلا البلدين يواجهان تحديات تتعلق بتبني التكنولوجيا، سواء كان ذلك في تعزيز الثقة في الأنظمة المالية الرقمية أو في تأسيس ميزة تنافسية في الصناعات الإبداعية. يكمن مفتاح النجاح في هذه المجالات في اتباع نهج متوازن يتضمن الابتكار في السياسة والشراكات مع القطاع الخاص وحماية المستهلك. من خلال الاستثمار في هذه المجالات، تُمهِّد كل من الأردن والكويت الطريق لمرونة اقتصادية ونمو مستقبلي.


 

المصادر والمراجع لهذه المقالة: