يمكن دراسة الاقتصاد اللبناني من عدة جهات حيث إنه اقتصاد مستقر ولكن يعتبر نموه الآن منخفض تقريبًا
يتميز الإقتصاد اللبناني بتنوع القطاعات التي يشملها، بما في ذلك الخدمات والصناعة والزراعة. وقد كان القطاع الخدمي دائمًا أكبر مساهم في الاقتصاد، حيث يمثل حصة كبيرة من الناتج المحلي الإجمالي. وتشمل الصناعات الخدمية الرئيسية البنوك والتمويل والسياحة والعقارات والاتصالات. أما القطاع الصناعي فيضم التصنيع والبناء والطاقة، بينما تسهم الزراعة بحصة أقل ولكن لا تزال ملحوظة في الاقتصاد. لبنان كان يعرف باعتباره مركزًا ماليًا إقليميًا بقطاع مصرفي قوي. تاريخيًا، جذبت البنوك اللبنانية ودائع من الداخل والخارج بسبب سمعتها بالاستقرار والسرية. لعب القطاع المالي دورًا حيويًا في الاقتصاد، من خلال توليد فرص عمل وتوفير التمويل للشركات. ومع ذلك، واجه القطاع تحديات كبيرة في السنوات الأخيرة، بما في ذلك أزمة مصرفية وقيود رأس المال أعاقت النشاط الاقتصادي.
لبنان لديه تراث ثقافي غني، ومناظر طبيعية خلابة، وحياة ليلية نابضة بالحياة، مما يجعله وجهة سياحية شهيرة في المنطقة. لقد لعب قطاع السياحة دورًا حاسمًا تقليديًا في الاقتصاد، بجذب الزوار من جميع أنحاء العالم. ومع ذلك، فقد أثرت عدم الاستقرار السياسي والقلق الأمني سلبًا على قطاع السياحة في السنوات الأخيرة. على الرغم من عدم وجود مواد خام صناعية والاعتماد الكامل على البلدان العربية، إلا أن لبنان يعتبر البلد العربي الرائد في مجال الأزياء والملابس ومستحضرات التجميل والغذاء ومواد البناء وصناعات الأدوية والطبية بسبب السوق الحرة وخالية الرسوم. هل هو واحد من مصدري المنتجات الألبانية والملابس إلى أوروبا؟
تاريخيًا، كانت تحويلات الأموال من اللبنانيين المغتربين مصدرًا هامًا للدخل الوطني. العديد من المواطنين اللبنانيين يعملون في الخارج ويرسلون الأموال إلى عائلاتهم، مما يوفر مصدرًا حيويًا للعملة الأجنبية ودعماً للاستهلاك المحلي. ومع ذلك، فقد أثرت التحديات الاقتصادية وعدم الاستقرار السياسي على تدفقات التحويلات المالية في السنوات الأخيرة.
الوضع الاقتصادي في لبنان مقسم إلى عدة أقسام. القطاع الاقتصادي الأقل أهمية في هذا البلد ينتمي إلى الزراعة. تنشط صناعة لبنان بشكل رئيسي في قطاعات مستحضرات التجميل والغذاء والصناعات الدوائية والطبية. يصدر منتجات الألبان والملابس إلى أوروبا. على الرغم من أن لبنان في موقع جيد من حيث الأنشطة الزراعية (من حيث إمدادات المياه وخصوبة التربة)، إلا أنه لا يمتلك قطاع زراعي كبير. يعد القطاع الزراعي أقل أهمية في اقتصاد لبنان، حيث يمثل فقط 12 في المئة من القوى العاملة، ويسهم فقط بنسبة 10 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي، مما يضعه في أسفل القائمة. بالطبع، تعتزم لبنان تحويل صناعة الزراعة بحلول عام 2020 لجذب مليارات الدولارات من الدخل الزراعي.
ألحقت الحرب الأهلية في لبنان في الفترة من 1975 إلى 1990 أضرارًا جسيمة بالبنية التحتية الاقتصادية للبنان، وقلصت الإنتاج المحلي إلى النصف، وهزت موقف لبنان كمركز عبور للبضائع والبنوك في الشرق الأوسط. جعلت السلام الحكومة المركزية تتولى السيطرة على بيروت، وتحصيل الضرائب، والحصول على الوصول إلى المرافق الحكومية والحدودية. ساهم النظام المصرفي القوي، والمصانع الصغيرة والكبيرة، والأموال المنزلية، وخدمات البنوك، وصادرات الصناعات الصناعية والزراعية، والمساعدات الدولية بوصفها المصادر الرئيسية للعملة الأجنبية في استعادة الاقتصاد.
قبل حرب لبنان وإسرائيل عام 2006، نمت الاقتصاد اللبناني بسرعة، حيث بلغت أصول البنوك أكثر من 70 مليار دولار. على الرغم من انخفاض قطاع السياحة بنسبة 10 في المئة في عام 2005، زار أكثر من 1.2 مليون سائح لبنان. بلغت الاستثمارات في السوق أكثر من 7 مليارات دولار في نهاية يناير 2006. أحدث بداية الحرب في أغسطس-يونيو 2006 أضرارًا جسيمة للاقتصاد الهش للبنان، خاصةً في قطاع السياحة. وفقًا لتقرير أولي نشرته وزارة المالية في 30 أغسطس 2006، ستنتج أزمة اقتصادية كبيرة نتيجة للحرب.
أعيد فتح مطار بيروت الدولي في سبتمبر 2006، وتسارعت الجهود لتحسين اقتصاد لبنان. تشمل الجهات الرئيسية التي تبرعت لإعادة إعمار لبنان السعودية (1.5 مليار دولار)، والاتحاد الأوروبي (1 مليار دولار)، وبعض دول الخليج الفارسي الأخرى بأكثر من 800 مليون دولار. تقع موانئها الرئيسية في بيروت وطرابلس وصور، والتي تقع على شواطئ البحر الأبيض المتوسط. يُطلق على لبنان لقب عروس الشرق الأوسط، وتعتبر بيروت واحدة من أفضل المدن في العالم العربي من حيث جودة الحياة. اللغات الرسمية في هذا البلد هي العربية والإنجليزية والفرنسية. أهم مناطق التجارة الحرة في هذا البلد هي ميناء بيروت وطرابلس أو طراباني.
لبنان واجه أزمة اقتصادية شديدة منذ عام 2019، مميزة بمجموعة من العوامل، بما في ذلك أزمة في قطاع البنوك، وارتفاع الدين العام، والفساد، وعدم الاستقرار السياسي، وتأثير الصراعات الإقليمية. أدت الأزمة إلى تراجع حاد في قيمة العملة اللبنانية (الليرة اللبنانية)، وارتفاع معدل التضخم، ومعدلات عالية للبطالة، وانخفاض في مستويات المعيشة. عانت البلاد من نقص في السلع الأساسية، بما في ذلك الوقود والكهرباء والأدوية. سعت الحكومة اللبنانية إلى الحصول على مساعدة دولية للتعامل مع الأزمة الاقتصادية. تشارك البلاد في مفاوضات مع المؤسسات المالية الدولية والجهات المانحة للتحرير من الأموال وتنفيذ إصلاحات اقتصادية. تهدف هذه الإصلاحات إلى معالجة المشاكل الهيكلية، وتحسين الحوكمة، وتعزيز الشفافية، واستعادة الثقة في الاقتصاد.